كانت اللغة العربية لغةً محكيةً مرتبطةً بسليقة أهل الجزيرة العربية وفطرتهم، ومع بزوغ نجم الدين الإسلامي واتساع رقعة بلاد المسلمين، صارت الحاجة ملحة لضبط قواعد اللغة العربية حفظاً لها مما يداخلها ويخالطها من الشوائب التي تشوبها، وقد كان ذلك أمراً شبه مستحيل، لولا وجود عدد من علماء اللغة الذين رهنوا حياتهم لها، ومنهم: أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، ولد بالكوفة، سنة (213هـ).
أخذ اللغة والنحو والقراءات على أبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل الرياشي وإسحاق بن راهويه ومحمد الزيادي، والجاحظ.
ويعد ابن قتيبة من أغزر العلماء إنتاجاً، وأكثرهم تنوعاً فلم يقتصر إنتاجه على فن واحد أو اثنين. وهو أديب لغوي تشهد مؤلفاته على علو كعبه وتميزه في عصر امتلأ بالنوابغ في ميادين اللغة والأدب.
وكان إلى جانب علمه باللغة، ناقداً نافذ البصيرة، عالماً ببواطن الجمال في الأدب، له مقدمات في أصول النقد الأدبي، وجمع إلى جانب ذلك كثيراً مما يتصل بثقافة الكاتب والأديب من معارف عامة، وهو في ذلك سار على درب الأديب الموسوعي أبو عثمان الجاحظ، ولذا كان كثير من كتبه الأدبية يدور حول تربية الملَكة الأدبية، وإرشاد طبقة الكتّاب وتعليمهم.
أكثر ما أكسب ابن قتيبة شهرة واسعة هي قضايا النقد العربي القديم التي أرساها في كتابه (أدب الكاتب)، لاسيما فيما يتعلق بقضية اللفظ والمعنى التي أثيرت في عصره وقدّم قدراً من الثقافة اللغوية الضرورية لكتّاب الدواوين في زمانه خاصة، وللكتّاب والأدباء عامة، ليزودهم بالأدوات التي تعينهم في الكتابة، وتعصمهم من الوقوع في الخطأ والزلل.
عدَّ ابن خلدون الكتابَ من أمهات الأدب العربي؛ حيث قال: «وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين؛ وهي أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لأبي علي القالي البغدادي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع منها».
ومن كتبه أيضاً (الشعر والشعراء) الذي أفاض في ترجمة الشعراء المعروفين بدءاً من العصر الجاهلي وحتى العصر العباسي. و(المعاني) الذي جمع فيه أشعار العرب وصنفها وفقاً لموضوعاتها ومعانيها.
وصفه الذهبي: بأنه من أوعية العلم، وقال عنه السيوطي: «إنه كان رأساً في العربية واللغة والأخبار وأيام الناس». توفي في بغداد سنة (276هـ).
أخذ اللغة والنحو والقراءات على أبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل الرياشي وإسحاق بن راهويه ومحمد الزيادي، والجاحظ.
ويعد ابن قتيبة من أغزر العلماء إنتاجاً، وأكثرهم تنوعاً فلم يقتصر إنتاجه على فن واحد أو اثنين. وهو أديب لغوي تشهد مؤلفاته على علو كعبه وتميزه في عصر امتلأ بالنوابغ في ميادين اللغة والأدب.
وكان إلى جانب علمه باللغة، ناقداً نافذ البصيرة، عالماً ببواطن الجمال في الأدب، له مقدمات في أصول النقد الأدبي، وجمع إلى جانب ذلك كثيراً مما يتصل بثقافة الكاتب والأديب من معارف عامة، وهو في ذلك سار على درب الأديب الموسوعي أبو عثمان الجاحظ، ولذا كان كثير من كتبه الأدبية يدور حول تربية الملَكة الأدبية، وإرشاد طبقة الكتّاب وتعليمهم.
أكثر ما أكسب ابن قتيبة شهرة واسعة هي قضايا النقد العربي القديم التي أرساها في كتابه (أدب الكاتب)، لاسيما فيما يتعلق بقضية اللفظ والمعنى التي أثيرت في عصره وقدّم قدراً من الثقافة اللغوية الضرورية لكتّاب الدواوين في زمانه خاصة، وللكتّاب والأدباء عامة، ليزودهم بالأدوات التي تعينهم في الكتابة، وتعصمهم من الوقوع في الخطأ والزلل.
عدَّ ابن خلدون الكتابَ من أمهات الأدب العربي؛ حيث قال: «وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين؛ وهي أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لأبي علي القالي البغدادي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع منها».
ومن كتبه أيضاً (الشعر والشعراء) الذي أفاض في ترجمة الشعراء المعروفين بدءاً من العصر الجاهلي وحتى العصر العباسي. و(المعاني) الذي جمع فيه أشعار العرب وصنفها وفقاً لموضوعاتها ومعانيها.
وصفه الذهبي: بأنه من أوعية العلم، وقال عنه السيوطي: «إنه كان رأساً في العربية واللغة والأخبار وأيام الناس». توفي في بغداد سنة (276هـ).